دالية الكرمل : דַלְיַת אֶל-כַּרְמֶל
التّسمية
وهي اسمٌ مشتقّ من زراعة الكرمة (الدّوالي) الّتي تشتهرُ القريةُ فيها، وهو السّبب وراء استخدام ورقة الدّوالي كرمزٍ مركزيّ في شارة المجلس المحلّيّ الرّسميّة. أمّا عن نسبة "الكرمل" فهي للتّمييز عن قرية قديمةٍ قريبةٍ منها حملت اسم "دالية الرّوحة" المعروفة اليوم باسم "راموت منشّه".
الجغرافيا
تُعتبر دالية الكرمل البلدة الدّرزيّة الأكبر في إسرائيل ويرجّحُ تقسيم سكّانها بنحو %97 من الدّروز والباقي من المسلمين. تقع الدّالية على جبل الكرمل في قلب منتزه الكرمل إلى الاتجاه الجنوب الشّرقيّ من مدينة حيفا وترتفع حوالي 450 مترًا عن سطح البحر، في حين تطلّ بعضُ حاراتها على البحر المتوسّط. لدالية الكرمل مجلسٌ محلّيّ أُقيم رسميًّا عام 1951.
لمحة تاريخيّة
تُعدّ قرية دالية الكرمل موقعًا أثريًّا ممتدًّا على مرّ العصور التّاريخيّة المختلفة، إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى ما قبل حوالي 370 سنة. في عام 1870، توصّل المستكشف الفرنسيّ فيكتور جويرين خلال عمله الاستكشافيّ في المنطقة إلى آثار أطلالٍ واسعة تقع جنوب دالية الكرمل تحت اسم "خربة الكرمل". خلال فترةٍ لاحقة، تمّ مسح المنطقة مجدّدًا على يد المستكشفَيْن البريطانيين "كوندر" و "كتشنر" فوُجدت حفريّات وآثار فخّاريّة تعودُ إلى العصر الحديديّ وكلٍّ من الفترة الرّومانيّة والبيزنطيّة المبكّرة.
تاريخ التّواجد المعروفيّ في البلد
خلال القرن السّابع عشر، قدم الدّروز إلى دالية الكرمل من منطقة جبليّة قريبةٍ من مدينة حلب السّوريّة. خلال العام 1859، قدّر القنصل الإنجليزيّ آنذاك "روجرز بجوالي" عددَ السّكّان في دالية الكرمل بما يقارب ال-300 نسمة. في عام 1870 زار المستكشف الفرنسيّ "فيكتور جويرين" القرية وقدّر عدد سكّانها بنحو 400 نسمة من أبناء الطّائفة الدّرزيّة، واصفًا منازل القرية الّتي تمّ بناؤها بالطّوب القديم.
في عام 1881، ورد ذكر دالية الكرمل في كتابات "صندوق استكشاف فلسطين" تحت وصفها "كقرية حجريَّة ذات حجم معتدل على ربوة واحدة، ومنفد من مجمّعات المياه الرّئيسيّة في الكرمل. في جنوبها بئر وينابيع ناعمة. في غربها بالقرب من أم الشّوك، وفي شمالها سهل مفتوح مزروع بالذّرة، والسّكّان جميعهم من الدّروز". أمّا قائمة السّكّان العائدة إلى حوالي العام 1887 فقد أظهرت أنّ دالية الكرمل كانت تضمّ آنذاك حوالي 620 نسمة؛ جميعهم من الدّروز.
المؤسّسات الدّينيّة في القرية
من معالم دالية الكرمل
حكايةٌ من دالية الكرمل
خلال عام 1915 ولأسباب مجهولةٍ حتّى اليوم، استيقظ أهالي دالية الكرمل على دوّي انفجار "الجبخانة" (وهي مخزن الأسلحة التّركيّ) في الحارة الغربيّة، والّذي خلّف أكثر من ستّين قتيلًا من الأهالي والجنود العثمانيّين.
نزولًا عند رَوع الحدث وما ترتّب عنه من دمارٍ كارثيّ للبيوت، توجّه مختار القرية آنذاك المرحوم الشّيخ أحمد حسّون برسالةٍ خطّيّة إلى الوالي التّركيّ جمال باشا، قائد القوّات العثمانيّة آنذاك في سوريا وبلاد الشّام، طالبًا منه القدوم إلى دالية الكرمل للاطّلاع على نتائج الكارثة الوخيمة، ليأتي الرّدّ بتيسير الزّيارة خلال الشّهر القادم.
مع وصول الوالي إلى دالية الكرمل يرافقُه أمير البيان شكيب أرسلان، لفت نظرهما علمٌ تركيّ مُخيَّط ظهرت عليه علامات الإتقان والبراعة، كانت قد أخاطته المرحومةُ السّتّ كاملة أحمد حسّون الّتي اشتُهرت بين النّاس بتقواها ودينها، جاعلةً من بيتها كُتّابًا لتعليم الفتيات.
خلال الاجتماع الّذي جرى في ساحة مقام سيّدنا أبي إبراهيم (ع)، ألقى الشّيخ أسعد الحلبي كلمةً أمام الوالي باللّغة التّركيّة، مُعربًا فيها عن ألم الأهالي لفظاعة الفقدِ النّاتج عن آثار الانفجار، مُطالبًا إيّه باسم المختار بتقديم تعويضاتٍ للمتضرّرين وتسريح الجنود من أبناء القرية من الخدمة العسكريّة الإلزاميّة.
بعد فترةٍ من هذه الزّيارة وتكريمًا لأهالي دالية الكرمل، أصدر الوالي أمره بتولّي الجنود الأتراك بناء البيوت المتضرّرة من جديد وتعويض أصحابها كما تقدّم الطّلب.