(عسفيا : עִסְפִיָא)
التّسمية
تتناقل النّاس روايتيْن حول سبب تسمية عسفيا بهذا الاسم: الأولى تشير إلى أنّ "عسفيا" هو تحريفٌ لكلمة "عاصفة" وذلك نظرًا لمناخها الذي يتّسم بشدّة الرياح والعواصف خلال فصل الشّتاء. أمّا الأخرى فقد أتت مدعومةً بموجود أثريّ تمّ كشفه عام 1930م وهو عبارة عن لوحة من الفسيفساء يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، والتي تشير إلى أنّ القرية حملت في الماضي الاسم العبريّ "حوسيفا" ويعني الفخّار، وهي بلدةٌ قديمةٌ يُرجّح أنّ عسفيا الحديثة بُنيت فوق أنقاضها.
الجغرافيا
تقع قرية عسفيا على جبل الكرمل في القسم الأعلى الشماليّ منه بالقرب من موقع "القبّوعة الدّرزيّة" وهو القمّة الأعلى الّتي تبلغ نحو أعلى 546 مترًا عن سطح البحر. يحدّ عسفيا من الجنوب قرية دالية الكرمل ومن الشّمال الغربيّ مدينةُ حيفا، ويسودها مناخُ حوض البحر المتوسّط.
لمحة تاريخيّة
بحسب التّرجيحات، يعود اسم "حوسيفا" إلى فترة الهيكل الثاني في القرن الأوّل الميلاديّ. قبل الاستيطان الدّرزيّ الحاليّ فيها، استوطن عسفيا سكّانٌ من اليهود والرّمان والبيزنطيّين. واحدة من الآثار الأهمّ الّتي وُجدت في عسفيا كانت قطعة ملوّنة من الفسيفساء نُقشت عليها صورة لشمعدان يهوديّ، أشجار الأترج والكرمة وصورًا لطائر الطاؤوس، كتاباتٍ آرامية وعبريّة مع نصّ "سلام على إسرائيل". هذا بالإضافة إلى آثار صليبيّة وكنزٍ ضمّ أكثر من 4،500 قطعة ذهبيّة تعود إلى العصر الرّومانيّ.
خلال العام 1863، قام المبشّر المسيحيّ "هنري بيكر تريسترام" بزيارة لعسفيا واصفًا إيّاها بقرية مختلطة السّكّان من الطّائفتين الدرزيّة والمسيحيّة. خلال العام 1870، ذكرت المصادر أنّ عدد سكّان القرية بلغ 600 نسمة معظمهم من الموحّدين الدّروز ما خلا ستّين مواطنًا مسيحيًّا من الرّوم الملكيّين الكاثوليك. خلال العام 1881، وُصفت عسفيا على يد "صندوق استكشاف فلسطين" على أنّها "قرية متوسّطة الحجم وسكّانها جميعهم من الدّروز". أمّا التّعداد السّكّانيّ العائد للعام 1887م، فقد أثبت عدد سكّان عسفيا بحوالي 555 نسمة، منهم 480 من ا الدّروز وحوالي 75 من المسيحيين الرّوم الكاثوليك. أمّا في التّعداد الّذي أجرته سلطات الانتداب البريطانيّ عام 1922، ذُكر أنّ عدد سكّان عسفيا حوالي 733 نسمة؛ منهم 590 من الدّروز، حوالي 126 مسيحيًّا وحوالي 17 مسلمًا.
تاريخ التّواجد المعروفيّ في البلد
تمّ تأسيس عسفيا المعاصرة خلال القرن السّابع عشر الميلاديّ، وتحديدًا أيّام حكم الأمير فخر الدّين المعنيّ الثّاني الّذي أراد أن يكون جبل الكرمل مأهولًا بالسّكّان باعتباره حدًّا جنوبيًّا لإمارته. بناءً على ذلك، قام الأمير فخر الدّين بتشجيع استيطان الدّروز على قمّة جبل الكرمل، لتتبعهم بعد ذلك مجموعات أخرى قدمت من حلب وغيرها من المناطق لتسكن ضمن قرى صغيرة بقي منها اليوم عسفيا ودالية الكرمل.
المؤسّسات الدّرزيّة في القرية
عقد المرحوم العالم الشّيخ أبي حسن منهال منصور (ر) رفيق درب المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر).
من معالم عسفيا
العقدة القديمة في حارة المنزول وآثار لمعصرة زيتون قديمة، وهنالك أيضا بيتًا للتراث الدرزيّ. في القرية أولّ مقبرة عسكرية للوسط الدرزيّ وقد بنيت في أوائل سنوات الخمسين.