يسود الاعتقاد أنّ اسم "أبو سنان" يعودُ إلى قلعة صليبيّة باسم (بُسنن) وذلك وفقًا لوثيقة صليبيّة مؤرّخةٍ إلى عام 1227م. أمّا الرّوايات الشّعبيّة فتعطف اسم "أبو سنان" إلى قصّة الشّيخ باز الّذين سكن جنب القلعة الّتي بناها فخرالدّين المعنيّ لابنه عليّ، محتميًا بسيفٍ كان يلقّبه "أبو سنان" لحدّته، مُطلقًا ذات الاسم على موقع القرية.
تقع قرية أبو سنان في منطقة الجليل الغربيّ إلى الشّرق من شارع 70 وتطلّ على منطقة ساحل الجليل. كذلك، ترتفعُ أبو سنان عن سطح البحر حوالي 70 مترًا وهي قريةُ مُحاطةٌ بكرومٍ واسعةٍ من أشجار الزّيتون.
تشهد الآثار الّتي عُثر عليها في أبو سنان على أنّها قرية قديمة سكنها النّاس منذ عهد الكنعانيين، ومن ثمّ الإسرائيليّين العبريّين، إذ كانت "أبو سنان" آنذاك موقعًا معتمدًا لاستراحة القوافل الّتي قطعت الطّرق بين مملكة إسرائيل والفينيقيّين. في وقتٍ متأخّر، ظلّت أبو سنان عامرةً تحت أيضًا تحت الحكم البيزنطيّ، الإسلاميّ، الصّليبيّ والعثمانيّ وهو ما يثبته عددٌ من المقابر القديمة والنّواويس صخريّة.
خلال فترة الدّعوة التّوحديّة، كانت "أبو سنان" في قلب منطقة توحيديّةٍ هامّة في السّاحل، أحاطها دعاةُ المذهب من كلّ الجهات مركّزين فيها نشاطهم الدّعويّ المبارك. أمّا تاريخ أبو سنان الحديث فيشهد على استيطان القرية على يد الدّروز والمسيحيّين، والّذين بلغ عددهم في أواخر القرن السّابع عشر حوالي 300 نسمة، وفي منتصف القرن التّاسع عشر حوالي 400 نسمة، منهم 240 درزيًّا و160 مسيحيًّا، وعند قيام الدّولة حوالي ألف نسمة.
آثار القلعة الصليبيّة
يردّد مسنّو القرية روايةً حول جدّهم المعروف باسم الشّيخ "باز"، واصفينه بأنّه كان زعيمًا على قرية "نجمة الصّبح" الّتي افتقرت لمواقع الدّفاع. مع مضيّ الزّمن ونتيجةً لمضايقات الجيران، قرّر الشّيخ باز النّزوح إلى مكانٍ آمن مُختارًا خربةً صوب إحدى تلال الجليل الغربيّ احتوت على آثار قلعةٍ تعودُ إلى الأمير فخرالدّين. فور نزوحه إلى الخربة مع أبنائه وأقربائه، اختار الشّيخ باز تسمية الموقع الجديد "أبو سنان" نسبةً لسيفه الحادّ الّذي استخدمه حماية المنطقة.
