مدينة المغار מַעָ'אר
التّسمية
يتّفق معظم المؤرّخين والباحثين أنّ اسم المغار جاء بسبب كثرة المغاور المتواجدة في المنطقة. يعتقد البعض أن الاسم مَغار هو اشتقاقٌ من الفعل "أغار ويغيرُ" بمعنى مكان الإغارة، الأمر الذي يشير إلى الواقع التاريخيّ التي تكرّرت فيه المعارك في هذه المنطقة. كما يُعتقد أنّ اسمها مُشتقّ من كلمة "مَعاريا" وهي اسم واحدة من ال 24 حمائل الكهنة اليهود التي كانت تخدم بيت المقدس قبل تدميره عام 70م ونزوحها بعد ذلك إلى الجليل.
الجغرافيا
تقع مدينة المغار على الحدّ بين الجليل الأسفل المركزيّ والجليل الأسفل الشرقيّ، وتحتضن جبلَ حزّور الذي يرتفع 584 مترًا، من الجنوب الشرقيّ حتّى الجنوب الغربيّ. أمّا من حيث التّضاريس فإنّ معظم أحياء المغار تقع في منطقة منحدرة. معدّل ارتفاع المغار حواليّ 350 م عن سطح البحر.
يسود المغار مناخ حوض البحر المتوسّط وتتأثّر بمناخ منطقة الأغوار القريبة منها. معدّل سقوط الأمطار فيها حوالي 550 ملم سنويًّا. اشتهرت المغار بزراعة الزيتون وكثرة الصبّار. يُشار إلى أنّ المغار، حتى سنوات السبعين من القرن العشرين، كانت تمتلك ما يقارب %25 من زيتون البلاد لذلك كثرت فيها معاصر الزيتون وكانت مصدرًا هامًّا للزّيت في البلاد.
لمحة تاريخيّة
تمّ العثور في المغار على بقايا الفخّار من العصر الرّومانيّ المبكّر إلى جانب بقايا معماريّة من ذات الفترة. كذلك، تمّ العثور على اسم المغار مذكورًا ضمن إحدى الوثائق العائدة إلى الفترة الصليبيّة واصفةً عمليّة مبادلة بين أمراء صليبيّين لبعض قرى في الجليل. في عام 1838، تمّ وصف المغار كقرية مسيحيّة ودرزيّة في منطقة الشّاغور الواقعة بين صفد وعكّا وطبريّا. في عام 1875، كتب المستكشف الفرنسيّ فيكتور جويرين أنَّ القرية والّتي أُطلق عليها آنذاك اسم "المُغر" هي قرية كبيرة يبلغ عدد سكانها 1,200 مقسّمين إلى ثلاث حارات: حارة المسلمين وحارة المسيحيين وحارة الدّروز.
في عام 1881، وصف أعضاء صندوق استكشاف فلسطين المغار بأنّها "قرية كبيرةٌ مبنيّة من الحجارة، تحتوي على حوالي 1,100 نسمة سكّانها من المسلمين والدّروز والمسيحيّين".
تاريخ التّواجد المعروفي في البلد:
تشير المصادر التأريخيّة إلى أنّ بداية التواجد الدّرزيّ في مدينة المغار بدأ في النّصف الثّاني من القرن السّابع عشر، وذلك في أعقاب مذبحة سلّامة (1698م) مع بداية حكم الزّيادنة في المنطقة. بعدها، قَدِمَ المسيحيّون إلى المغار وتبعهم المسلمون لتصير بلدًا تحتضن الطّوائف الثّلاث.
المؤسّسات الدّرزيّة في المدينة
- خلوتان للدّروز (الخلوة الغربيّة والخلوة الشرقيّة)
- فرع لبيت الشّهيد الدّرزيّ
من معالم المغار
في المغار نصبٌ تذكاريّ للمعلّم الشّهيد كمال بك جنبلاط، إضافةً إلى تمثاليْن للمغفور له قائد الثّورة السّوريّة الكبرى سلطان باشا الأطرش، أحدهما في ساحة الخلوة الغربيّة والتي أُطلِق اسمه عليها، والآخر على الشارع الرئيسيّ في مركز البلد. تُعتبر المغار بلد الزيتون والصّبر والنّحاس وحيطان الفسيفساء وأشجار السدر المقدّسة والمُباركة (سدرة النبيّ شعيب ع وسدرة الربّيص). في المغار وحولها عدّة ينابيع ماء مثل عين المنصورة وعين الطّبل القريبة من سلّامة وعين الربضيّة شرقيّ البلد.
حكاية من المغار:
في تاريخ 30.10.1948، وبأمرٍ من الجيش الإسرائيليّ، تجمّع سكّان المغار في ساحة المدرسة آنذاك. بعد التّجمّع، تقدّم الضّابط أمام الجمهور مُطالبًا السّكّان بالتجمّع وفق الانتماء الطّائفيّ لإجراء فحوصات عدديّة. عندها، تقدّم النّاس الشّاب حسين وحش عرايدة ابن الطّائفة الدّرزيّة مُخاطبًا الضّباط بكلّ بسالةٍ وشجاعة: "لم نتّفق على ذلك. كلّنا ولاد بلد، وكلّنا باقون هنا". نزولًا عند هذه المقولة الإنسانيّة الرّاقية، حافظت المغار على تركيبتها السّكّانيّة متعدّدة الأديان، محقّقةً على أرض الواقع المثل المشهور "الجار للجار ولو الزّمن جار".