يُعتقد أنّ اسم يانوح مشتقّ من الفعل "נח-ינוחַ" باللغة العبريّة ومعناه استراح أو يستريح، وهو ما يتلاءم مع موقعها الجغرافيّ الواقع على كتف في سفوح الجليل الغربيّ، حيث كانت تمرّ طريق عكّا الشام متّخذةً الموقع كمحطّة استراحة. في الوثائق الصليبيّة، ورد ذكر يانوح تحت اسم يانوت و جيانوت . أمّا في الفترة العثمانيّة فقد ورد ذكرها باسم "يانوح الورد" وهو السّبب في تسمية المستوطنة المحاذية لها باسم قرية الورود.
تقع يانوح في منطقة كاشفة من الجليل الغربيّ، وهي تطلّ غربًا على ساحل الجليل من رأس الناقورة حتى حيفا، وشمالًا على الحدود اللبنانيّة، وشرقًا على كتلة الجرمق، وجنوبًا على الجليل الأسفل حتى جبال الناصرة. ترتفع يانوح عن سطح البحر حوالي 650 م ويبلغ عدد سكّانها حوالي 4600 نسمة.
يعود ذكر قرية يانوح في التّوراة والمصادر التاريخيّة إلى القرن الثّامن قبل الميلاد، إذ تتوفّر فيها آثار عائدةٌ إلى الفترة البيزنطيّة كالمغاور ذات النواويس الحجريّة. هذا إضافةً إلى آثارٍ تمتدّ من البرونزيّ والحديديّ إلى العصور الهيلينيّة والرّومانيّة والبيزنطيّة، مثل معاصر الزّيت والعنب وغيرها من الآثار القديمة.
خلال منتصف القرن التاسع عشر، تمّ وصف يانوح خلال مسح أجراه صندوق استكشاف فلسطين على أنّها قرية "مبنيّة من الحجر في جزأين، والقرية مدمّرة جزئيًا، وتحتوي على حوالي 170 من الدّروز، وهي تقع على أرض مرتفعة على الحاجب الغربيّ من سلسلة من التّلال، وتحيط بها أشجار الزّيتون والأراضي الصّالحة للزّراعة، ويوجد بها اثنان من الصّهاريج لتوفير المياه".
تشير المصادر التوحيديّة إلى تواجد حركةٍ دعويّة نشيطة في الجليل الغربيّ بين السّنوات 1017-1043 ميلاديّ. لذا وبالتّوافق مع الإثباتات التّاريخيّة حول سكن الدّعاة في كلٍّ من جثّ، يركا، كويكات، ميماس، إكليل والحنبليّة وهي القرى المحاذية ليانوح، يمكن الاستنتاج بأنّها يانوح ضمّت أيضًا دروزًا موحّدين.
يروي الشّيخ أبو شحادة معذّا عن والدته المرحومة أنّها بُحّث خلال تواجدها في أحد الأعراس ففقدت القدرة على النّطق كليًّا. بعد مرور فترة طويلة على تعسّر نطقها، قامت السّيّدة بالتوجّه إلى الأطبّاء الّذين أجروا لها كافّة الفحوصات دون أن يهتدوا على حلٍّ لمشكلتها. كذلك الأمر مع الطّبّ الشّعبيّ والنّفسيّ، وختامًا مع اثنَي عشر طبيبًا اجتمعوا حولها خلال مكوثها لمدّة أسبوع في مستشفى هداسا في القدس ليحلّوا معضلتها الطّبيّة دون أيّ توفيق.
بعد أربع سنواتٍ من المعاناة الّتي عجز الطّبّ عن حلّها، قرّرت السّيدة التّوجّه إلى مزار الشّيخ شمس (ر) الّذي كان تحت التّرميم لعلّها تجدُ شفاءً لحالتها. وبالفعل، مع شروق الشّمس، عادت السّيّدة إلى بيتها لتفاجئ أبناء عائلتها باسترداد صوتها وقدرتها على الكلام، محدّثةً أنّها خلال نومها جنب الضّريح شاهدت منامًا لشيخ جليل اقترب منها وشفاها بعد أن طرحَ عليها السّلام، لتتأكّد عند النّاس كرامةُ السّيد شمس (ر) وبركته في شفاء النّاس بقدرة الله جلّ وعلا.