تشيرُ الأبحاث المتواترة إلى وجود ثلاثة أسباب لتسمية حرفيش بهذا الاسم. الأوّل: نسبةً إلى آل حرفوش الذين استوطنوا خربةَ حرفوش الواقعة جنب القرية. ثانيها: نسبةً إلى نبت "الخرفيش" الّذي يكثُر في المنطقة. وثالثها: تحريفًا لكلمة "حَربوشتا" السّريانيَّة والّتي تعني الصّرصور أو الخُنفسة.
تعتبر حرفيش القرية الدرزيّة الشّماليّة الأبعد في إسرائيل، إذ تقعُ على بُعد حوالي 3 كم من الحدود اللّبنانيّة. ترتفعُ حرفيش عن سطحِ البحر حوالي 670 مترًا عن سطح البحر، ويقطنُ فيها غالبيّةٌ عُظمى من السّكّان الدّروز وأقلّيّةٌ من السّكّان المسيحيّين.
تعودُ الآثار الموجودة في القرية وأطرافها إلى كلٍّ من الفترة الفارسيّة، الرّومانيّة، البيزنطيّة، الإسلاميّة، الصّليبيّة والعثمانيّة. على الرّغم من هذه الآثار، يرجّح المؤرّخون أنّ تأسيس قرية "حرفيش" الحاليّة يعود إلى نحو 500 عامٍ تقريبًا. في القرية كنيسةٌ قديمةٌ تعودُ إلى 250 عامًا، وتشيرُ إلى تواجدٍ مسيحيّ قديمٍ في البلدة. وقد ورد ذكر القرية في مصادر تاريخيّة وجغرافيّة قليلة، ولعلّ أهمّها وثيقة تعودُ للباحث وولف ديتر (1596م.)، يُحصي فيها وجود 41 أُسرة في القرية. أمّا الرّحالة فيكتور غيرين، فقد أحصى فيها خلال زيارتِهِ 300 درزيًّا و 50 مسيحيًّا.
تدلّ الحكاية التّاريخيّة المتناقلة عن ابن قرية "حرفيش" المرحوم الشّيخ مصطفى بدر (ر) مع أحمد باشا الجزّار، ومرافقته لقتيل الشّوق سيّدنا الشّيخ علي الفارس (ر) من يركا إلى خلوات البيّاضة الزّاهرة، على تواجدٍ تاريخيّ معروفيّ في حُرفيش قبل القرن الثّامن عشر.