يبحث
Druze Podcasting
VOD
للتّواصل معنا
الأماكن المقدّسة

مقام سيّدنا سبلان (ع)

مقام سيّدنا سبلان (ع) - حرفيش

بين ثنايا هذا الوادي، وادي الحبيس، اجتمع أهلُ الضّلالِ بعتادِهم وكثرةِ أعدادِهم، ساعينَ نحو المغارةِ المستقرّةِ على سفح الجبل الشّاهق. هناك، على قمّته المرتفعة عن البحر نحو 900 (تسعمائة مترٍ) عاشَ سيّدنا الّنبي سبلان (ع)، في مغارةٍ جعلها مركزًا للدّعوةِ إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وهديِ النّاس إلى العرفانِ والخير.

في غمرة الصّراعِ بين الحقّ والباطل، بين النّورِ والظّلام، اعتلتِ الوادي غمامةٌ سوداءُ مُثقلة، جاءت بأمر الله بالمطر الشّديد الكثير، ففاض بها الوادي وحُبس أهلُ الضّلال عن الوصول إلى مغارةِ سبلان (ع)، معجزةً له وتحذيرًا بأنّ الحق يعلو ولا يُعلى عليه.

في هذا الموقع الطّبيعيِّ الخلّاب الواقع في قمّة قرية حرفيش الجليليّة، اقتصر مبنى المقام قديمًا على أربعةِ عقودٍ حجريّةٍ قديمةٍ، اعتلتها أربعُ قببَ طينيّةٌ، لا يزال يُنسب إليها القسمُ التّقليديّ المشهور: "وحياة أبو أربع قُبب".

مرورًا بتاريخ الطّائفةِ وتراثها المتوارَث، تناقلتْ عن مقام سيّدنا النّبيّ سبلان (ع) قصصٌ ومرويّاتٌ كثيرة، أثبتت معجزاتِه المتنوّعة مع سكّان المنطقة الّذين زاروا مقامَه على مدار سنين.

ولعلّ أشهر هذه المعجزات المتداولة، يتلخّص بالمثل القائل: "مثل عنزات سبلان"، مُشيرًا إلى حمايتِهِ وبركتِهِ عليه السّلام في حفظِ القّطعان الخارجةِ إلى المرعى دون راعي، وعودتها إلى راعيها سالمةً غانمةً ودون أيّ أذى.

هذا، إلى جانب قصّةٍ مشهورةٍ أخرى عن سارقٍ دخل المغارةَ وحلفَ يمينَهُ زورًا، فعُقد على الفورِ لسانُه وانقطع بعدها كلامُه، وذلك حتّى أعاد ما سرق وتاب توبةً نصوحًا.

من هنا، اعتنى الموحّدون على مرّ العصور بتطوير هذا المقام الشّريف، جاعلينَ منه مركزًا روحيًّا مركزيًّا يتوافدُ إليه الزّائرونَ طيلةَ أيّام السّنةَ للزّيارةِ والعبادةِ وإيفاء النّذور، راسمينَ العاشرَ من شهر أيلول في كلّ عامٍ موعدًا رسميًّا لزيارة المقامِ السّنويّة، وبعدها منذ العام 1969 كعيدٍ رسميٍّ للطّائفة الدّرزيّة في البلاد، بعد اعتراف الدّولة بالزيارة وإدراجها ضمن تقويم الأعياد الرّسميّ.