يبحث
Druze Podcasting
VOD
للتّواصل معنا
الأماكن المقدّسة

مقام سيّدنا بهاء الدّين (ع)

مقام سيّدنا بهاء الدّين (ع) - بيت جنّ

هنا، فوقَ قمّةِ جبلِ حيدر الواقع في الجهةِ الجنوبيّةِ من قرية بيت جنّ، تتألّقُ قبّةٌ بيضاءُ فوقَ المقامِ المنسوبِ إلى سيِّدِنا بهاء الدّين عليه السّلام.

قبّةٌ كانت قد شُيّدتْ فوق مغارةٍ صخريّةٍ قديمةٍ، يدخلها الزّائرونَ من فتحةِ بابٍ صغيرةٍ، ليصعدوا بعدها إلى باحة المقامِ الشّريف، مستظلّين بفيء أشجاره الباسقة ومناظر الطّبيعة الخلّابة الّتي تضفي عليه هالةً روحانيّةً خاصّة.

وفق التّواريخ المتعارفة، اقتصرَ المقامُ في الماضي على بعض حجراتٍ مشيّدة، بادرت لبنائها خادمة المقام آنذاك المرحومة السّتّ أنيسة دبّور، ليشهد المقامُ بعدها خلال الأعوام 1984، 1989 و 1992 أعمالَ ترميمٍ جديّةٍ وواسعة، بادر إليها خيّرون ومتبرّعون من أهالي بيت جنّ وأبناء الطّائفة أجمع.

وتعودُ نسبةُ هذا المقام الشّريف إلى سيّدنا بهاء الدّين (ع) وهو الأمير أبو الحسن علي بن أحمد الطّائيّ المعروف بالضّيف، المولود في قرية سمّوقة الواقعة قربَ منطقة حلب السّوريّة.

وقد ذكرَ ابنُ العديم في كتابه المشهور "زبدةُ الحلب" أنّه كان قد عُيّن واليًا على مدينة أفاميا الواقعة غرب منطقة حماة السّوريّة ثمّ على حلب. هناك حيث بالغ في العدل والإنصاف بين النّاس، فلقّبه الحاكمُ بأمر الله بسديد الدّولة، وثبّت عام 407 ه مقاليد ولايته على حلب، ليدخلها ويتسلّم حكمها فعليًّا خلال العام 413 للهجرة.

كلّ ذلك إلى جانب دوره التاريخيّ الكبير في نشر الدّعوة التّوحيديّة منذ مطلعِ العام 408 ه ، وتولّيه مسؤوليّة إدارتها دعويًّا واجتماعيًّا بين الأعوام 411 و 434 ه، عابرًا بحكمته وحنكته المشهورة ظروفًا في غاية الصّعوبة والوعورة.

استذكارًا لبصمته الرّوحانيّة الشّريفة في الفكر التّوحيديّ، شُيّد على جاهِ سيّدنا بهاء الدّين (ع) مقامٌ فوق مغارةٍ واقعةٍ فوق جبل حيدر، تُنسب إليه قصصُ معجزاتٍ كثيرة في شفاء المرضى وإجابة الدّعاء، ويقصده الموحّدون في زيارةٍ رسميّة طائفيّةٍ، تمّ تحديدها في الخامس والعشرين من شهر تمّوز يوليو في كلّ عامٍ.