يبحث
Druze Podcasting
VOD
للتّواصل معنا
سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة سيّدنا الشّيخ أبو يوسف أمين طريف (ر)

شذراتٌ من سيرة صاحب الفضيلة

ولادته
كانت ولادة سيّدنا الشّيخ الأمين في سنة 1898 في بيت دين وقيادة عريق. وقد كان والده المرحوم الشّيخ طريف محمّد طريف آنذاك رئيسًا روحيًّا للطّائفة في البلاد وقاضي مذهب. أمّا والدته المرحومة السّتّ أم محمد أنيسة أبو حسن (طريف) فقد كانت من النّساء الصالحات صاحبات الدّيانة في حين كُتب لها أن تتحمّل مسؤوليّاتٍ كبيرةً تجاه زوجها وأولادها وعائلتها.
في هذا البيت الأصيل ولد سيّدنا الشّيخ أمين طريف، رابع وأصغر إخوته الثلاثة المرحومين: الشّيخ أبو قاسم محمّد طريف، الشّيخ القاضي أبو كامل سلمان طريف (1978-1893)، والشّيخ أبو جميل صالح طريف.
منذ نعومة أظفاره، ظهرت بشائر الخير والتّقوى على وجه الشّيخ أمين، الّذي أحبّه كلّ من رآه من قريب أو بعيد، حيث انفرد بصفاتٍ خاصّة تسبق جيله بعشرات السنين، وظهرت عليه منذ الصّغر صفات الحشمة والوقار والهيبة، تبشّر إنّه من الصّالحين الكبار، مثلًا ما ذُكر عنه أنّه لم يقبل يومًا إلّا بلباس طويل محتشم. وقد نُقل عن لسان والدته الكريمة إذ شهدت فيه خلال طفولته قائلةً: "عجبًا من هذا الطّفل الغريب. أمين يقلّد الاجاويد في حركاته. لا يلمس الطّعام إلاّ بعد البسملة ولا ينهيه الاّ بالحمد والشكر لربّ العالمين والثّناء على أنبيائه ورسله الأكرمين". وقد نُقلت وثبتت عن فضيلته كراماتٌ جليلة كثيرة في جيل طفولته، منها أنّه شوهد أثناء تواجده في الخلوة مع أبيه وهو يسجدُ لله تعالى وعمره لا يتجاوز الثّلاث سنوات. وللتأكيد، لم يكن ذلك السجود عفويًّا أو لمرّة واحدة فقط، بل نُقل أنّ السجود كان يتكرّر كلّما شهد فضيلته رجال دين ساجدين، وهو ما جعلهم في يقين من أمرهم أنّهم أمام روحٍ كبيرة في جسد طفل صغير، موقنين بكبر منزلته وعلوّ درجته وجزيل حكمته، ممّا جعل أهل الدّين يميلون إليه وهو لا يزال شابًّا يافعًا. ولقد نُقل عن لسان والده المرحوم إنّه قال: "إنّ رجال الدين يميلون ويحبّون ابني أمين أكثر ممّا يميلون إليّ، وإنّني أشعر أنّ مركزي تعزّز وأموري تيسّرت ونفوذي علا منذ أن رزقني الله بطفلي أمين، فالحمد لله تعال كلّ الحمد على هذا العطاء النّادر". وقد قال والده في مناسبةٍ أخرى: "يعجبني ويفرحني ذلك الاهتمام من قبل الإخوة رجال الدّين بابني أمين، حيث لا يلذّ لهم إلاّ ذكر سيرته، وكَيْل الحمد له وتوصيتي بإبلاغه سلام حضرتهم". وفي موضعٍ آخر قال الوالد المرحوم واصفًا سرّ طفله أمين وعمران ديانته بينه وبين الله: "عندما أسافر في قضاء مهمّة مهما كانت بالغة الصّعوبة، تعودّت أن أسأل الرّحمن الكريم بتيسير الأمور وتذليل الصّعاب كرامةً لابني أمين، فكان عزّ وجلّ يكتب لي دائمًا التّوفيق الكامل بنيّته".
كلّ هذا حدث وأكثر، وفضيلته لا طفلًا حديث السّنّ، لا يتعدى العقد الأوّل من عمره الّذي قضاه في إثباتٍ تلو إثبات أنّ بصائر أهل الدّين لم تخطئ الحكم يومًا على هذا الجوهر النّفيس.

للمزيد من المعلومات حول مسيرة سيّدنا الشّيخ أمين طريف، ادخلوا الموقع الرسمي من خلال الرابط المرفق  

https://sheikh-ameen.com