يُطلق اسم جثّ على موقعين مختلفين متواجدين في البلاد؛ قرية جثّ الجليليّة والأخرى جثّ المثلّث.
يُرجّح البعض أنّ "جثّ" يعود إلى أصولٍ عبريّة وتحديدًا إلى كلمة "جات גָת" ومعناها معصرة العنب. يعزّز هذا التّرجيح وجود بلدة عبريّة في جنوبيّ البلاد باسم 'كريات جات' أي قرية معصرة العنب.
تقع جث على إحدى تلال الجليل الغربيّ وترتفعُ حوالي 395 مترًا عن سطح البحر، في حين يبلغ معدّل سقوط الأمطار فيها حوالي 600 ملم سنويًّا.
ذُكر اسم جثّ في مصادر تاريخيّة قليلة نسبيًّا، يعود أقدمها إلى عهد الملك المصريّ تحتمس الثّالث الّذي احتلّ المنطقة. تباعًا لهذه الفترة التّاريخيّة، وُجد اسم القرية منحوتًا على لوحةٍ تابعة للملك المصريّ رمسيس الثّاني.
أمّا في النّصوص الصّليبيّة، ذُكرت جثّ خلال القرن الثّاني والثّالث عشر تحت اسم "Jeth"، "Jesce"، "Gez" وهي منطقة كانت تابعةً للمنطقة التّابعة لمعليا ولاحقًا إلى حركة "فرسان تيوتون".
خلال القرن التّاسع عشر، قام الرّحالة الفرنسب فيكتور جيرين بزيارة الموقع واصفًا إيّاه بأنّه "قرية مبنيّة على أنقاض قرية أثريّة حملت في الماضي الاسم ذاته، تبقّى منها حتّى أيّامنا القليل من الآبار والبعض من حجارة البناء الّتي تشير إلى وجود قرية قديمة كانت في الموقع خلال عصور مضت".
يذكر عالم الآثار د. كميل ساري أنّ الحفريّات الأثريّة الّتي وُجدت في جث قليلة جدًا؛ كُشف من خلالعا عام 1965 عن آثار قبر منحوت في الصّخر، وبعضٍ من أدوات الزّجاج والفخّار الّتي تعود إلى القرن الرّابع والخامس قبل الميلاد.
هذا بإلإضافة إلى العثور على بئر منحوتة في الصّخر وجانبها أدوات فخّاريّة تعود إلى الفترة الكنعانيّة الأولى (قُرابة عام 3500 ق.م.).
إحدى أهمّ المعالم الّتي تحتضنها جثّ هي مدفن الشّيخ الدّاعي أبو عروس (ر) وهو أحد أبرز شخصيّات الدّعوة التّوحيديّة بين السّنوات 1017-1043 م، وهو ما يشير إلى تواجد الاستيطان الدّرزيّ فيها منذ نلك الحقبة الزّمنيّة وحتّى يومنا الحاليّ.
- مزار الداعي الشّيخ أبو عروس رضي الله عنه.
- خلوة البلد
- شجرة السّنديان المنسوبة إلى سيّدنا أبو عروس (ر)
- المغارة الشرقيّة التي هي عبارة عن صهريج مياه محفور بالصّخر