يبحث
Druze Podcasting
VOD
للتّواصل معنا
مقالات وأخبارالطائفة

في زيارة تاريخيّة: الطّائفة الدّرزيّة في البلاد تستقبل وفدًا من مشايخ سوريا

الطّائفة الدّرزيّة في البلاد تستقبل وفدًا من مشايخ سوريا
الطّائفة الدّرزيّة في البلاد تستقبل وفدًا من مشايخ سوريا

استقبل عشراتُ الآلاف من أبناء الدّرزيّة في البلاد الوفدَ السّوريّ الّذي حلّ ضيفًا مكرّمًا من حضر والإقليم وجبل الشّيخ على جولس ثمّ على مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام في حطّين، وذلك بعد انقطاع دام 51 عامًا.
وكانت مراسم الاستقبال الأولى قد عُقدت في مزار سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر) بحضور آلافِ المشايخ وممثّلي كافّة الطّوائف ورجالات المجتمع في البلاد، حيث اكتظّت شوارعُ جولس بالحشود المؤلّفة الّتي عبّرت عن الفرحة بهذه الزّيارة الدّينيّة التّاريخيّة.
في خطابه الاستقباليّ، رحّب سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة جمعَ الحضور، وتحدّث بكلمةٍ وافية عن المعاني هذه الزّيارة توحيديًّا، تاريخيًّا وإنسانيًّا، متأمّلًا أنْ تكون فاتحة خير لزيارات قادمة متبادلة لكافة أبناء الطّائفة في أماكنها المقدّسة، في السّويداء وخلوات البيّاضة وبلاد الشّوف، مُناشدًا أبناء الطّائفة بوحدة الصّفّ في كلّ مكان، عبر هذه الكلمات الكبيرة ذات المعنى:
"فعلى ماذا نعوُّل أيّها الجمعُ الكريم إنْ لم يكُن على وحدتِنا المرجوّة عملًا بفريضة حفظِ الإخوان، وبماذا نثقُ إنْ لم يكُن بأهميّةِ الالتفاف حول هويّتِنا الّتي هي الضّمانُ وصمّامُ الأمان، وكيف نرتجي العزّةَ إنْ لم نَقُل كلمةَ الحقِّ بكلّ بسالةٍ وبلا هوان؟ فليس لنا أيّها الإخوة في زمن التّشتّت والتّنازعِ هذا، إلّا أنْ نكونَ نفْسًا واحدًا في أجساد متعدّدة، وأصحاب أعمال ومساعٍ بنوايا الخيرِ متّحدة، فلا تهزمُنا إنْ كانَ اللهُ معنا عواصِفُ التّغيير إنْ تبدَّتْ، ولا تُضعفنا إذا تآلفنا وتوحّدنا جميعُ المحنِ والامتحاناتِ وإنْ طالَتْ واشتدّتْ"
كما وتطرّق سماحته إلى التطّوّرات الأخيرة الحاصلة في المنطقة مُصرّحًا:
"تأتي الزيارة في حقبةٍ تاريخيّةٍ دقيقةٍ ذاتِ تغييراتٍ وتحوّلات، نُعلنها بلا رَيْبٍ وعلى رؤوس الأشهاد: لسنا دعاةَ سياسة بل حاملي أمانة، نطمحُ من خلالِها كأصحابِ ذمّةٍ ومسؤوليّةٍ لحفظِ كيانِ الطّائفةِ الدّرزيّة في بلادِنا وفي دول الجوار، مؤمنين بأهميّة إيصالِ صوتِنا المعروفيّ ووضعِ بصمتنا الطّائفيّةِ الخاصّة في التّأثير على مُجريات الأحداث، ساعِين من خلال ذلك لإحقاق الحقّ ونَيْل الحقوق، والحفاظِ على أهلنا وإخواننا الموحّدين في كلّ مكان من كلّ شرٍّ ومكروه وعُقوق.
كُنّا قد صرّحنا ولا نزال: الطّائفة الدّرزيّة حلقةُ أساسيّةٌ ومفصليّةٌ من سلسلةِ تماسُكِ الدّولة السّوريّة، فإنْ هي ضَعُفَتْ أو كُسِرَت، تقطّعتِ السّلسلةُ جميعُها، وانهارَ الوطنُ المحتاج إلى تكاتُفِ جميعِ أبنائِهِ وأطيافِهِ، ليقف صامدًا في وجهِ التّحدّيات.
فلا أملَ حقيقيّ بالتّغيير المنشود دونَ دمجِ الطّائفةِ الدّرزيّةِ في مؤسّسات الدّولة السّوريّة المدنيّة، كغيرها من باقي الطّوائفِ والمجموعاتِ بغير استثناء، إذ كانَ احترامُ الخصوصيّات وضمان الحُريّات وعلى رأسها حريّة الدّين، هي أُولى ما تنصُّ عليه المواثيق الدّوليّة، ويُنادي به كلُّ عاقلٍ ذي فكرٍ ومسؤوليّة.
عيونُنا من هنا، ترنو هذا اليوم كما في كل يومٍ، نحو السّويداء وإقليم البلّان ومنطقة جرمانا وجبلِ السّمّاق، وأنظارُنا ترقُبُ ما ستؤولُ إليه المستجدّاتُ والأوضاع، راجين كلّ الرّجاء أنْ نرى شمسَ سوريا تشقُّ غطاءَ ظُلمَتِها، وتنهضُ بعزمٍ بعدَ طول انتظار لتستعيد ازدهارَها وعزَّتها، مع حفاظِها على نسيجها المجتمعيّ والدّينيّ المترابط، الّذي يذكرّنا بواقعِ ما تحملُهُ فسيفساءُ بلادِنا المقدّسة، من تنوُّعٍ بشريٍّ وإنسانيّ بديعِ الصّورةِ والجمال"
أمّا كلمة الوفد، فألقاها كُلٌّ من الشّيخين الجليلين أبو سلمان كنج طويل وأبو نبيه شاهين حسّون، الّذين شكرا باسم الوفد هذا الاستقبال التّاريخيّ، مثمّنين موقف أبناء الطّائفة في البلاد لنصرة إخوانهم الموحّدين في سوريا.
كما وتخلّلت المراسم كلماتٍ ألقاها السّيّد حسام كبيشي رئيس مجلس جولس المحلّيّ، ممثّلًا عن رؤساء المجالس المحلّيّة الدّرزيّة ومرحّبًا بالوفد وبالحضور، تلاهُ عضو البرلمان السّيّد حمد عمّار الّذي رحّب بالحضور باسمه وباسم زميله عضو الكنيست عفيف عبد، وسائر أعضاء البرلمان الدّروز السّابقين.
هذا وتوجّه الوفد بعد اختتام الاستقبال بموكبٍ مهيب إلى مقام سيّدنا النّبيّ شعيب عليه السّلام في حطّين، حيث انتظره عشراتُ الآلاف من أبناء وعائلات الطّائفة من الجليلين والجولان والكرمل.
هناك، حيث أقيمت الصّلوات الدّينيّة بمشاركة آلاف المشايخ الّذين ابتهلوا لحلول السّلام عمّا قريب، ليلتقي بعدها العشراتُ من أعضاء الوفد بأقربائهم وعائلاتهم من كافّة القرى بعد طول انقطاع، في مشاهد إنسانيّة مؤثّرة ومعبّرة.